من أبرز العوامل الرئيسة التي ساهمت في تحديد نوع وطبيعة الحرف والصناعات التي امتهنها الإنسان قديماً في الإمارات عامل البيئة وعناصرها الأولية وأسلوب الحياة الاقتصادية المعتمدة على صناعة الغوص والزراعة.
لهذه العوامل مجتمعة تنوعت الحرف والصناعات التقليدية في المجتمع الإماراتي للإيفاء بمستلزمات النشاطات المختلفة التي كانت تعج بها الإمارات طوال تاريخها من غوص على اللؤلؤ وصيد الأسماك والزراعة وحركة تجارية نشطة استقطبت أعداداً هائلة من أهالي المناطق والبلدان المجاورة ممن يبحثون عن الرزق.
وتنم الحرف التي ازدهرت في الإمارات عن طبيعة سكانها الذين كانوا صناعاً مهرة، وكانت صناعتهم مرتبطة بوسائل حياتهم اليومية التي ارتبطت بالبر والبحر، فكانوا يصنعون ا لقوارب والبسط والحلي والسيوف والخناجر .
وقد عرف الإنسان الإماراتي منذ القدم صناعات عديدة شكَلت ضرورة أساسية تساوت بالمأكل والمشرب حيث كانت تلبي معظم حاجات السكان، ولعبت البيئة وعناصرها الأولية دوراً ملحوظاً في تحديد نوع الصناعات والحرف التي امتهنها الإنسان الإماراتي قديما.
كانت هذه الصناعات التقليدية مهددة بالزوال والانقراض إما لأن أصحابها الذين قطعوا شوطاً كبيراً من العمر صاروا قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن عالمنا و إما نتيجة التغيرات الهائلة التي طرأت على أنماط العيش وأساليب الحياة في المجتمع أو بسبب غزو المنتجات الأجنبية.
وهنا سوف نعرض لكم أيضا العديد من الحرف والمهن التي كانت تمارس فالماضي
صناعة الحصير
تُصنـع من "السُفَّة " المصنـوعة من خوص النخيل ، إذ تؤخذ السُفَّة بطـول عشرين باعاً وتُنقـع بالماء لتليينها وتسـهيل خياطتها ، وبالخيط والمسلة " الـدَفْـرَة " تبـدأ المرأة بخيـاطة السُفة مُشَـكَّلَةً نقطة البداية " القلدة الأولـى " التي توضع بين قـدمي المـرأة لتبـدأ تشبيك شـريط السُفَّة بها تباعاً وعينـاً بعين مستخدمة الدفـرة والخوص ، ويستمر التشبيك إلى أن تنتهي العشرون باعاً ، ثم تُقطـع طولياً بالسكين . وتُثنـى نهـاية السُفَّة " القلدة الثانية " ، وتُخاط حواف الحصير بالدفرة والخيط ، ثم تُنظف من الشوائب بعـد أن يكون تصنيعها قد اسـتغرق قـرابة الأسـبوع لتغـدو جاهزة لفرشها في أرض البيت .
صناعة البارود
البارود أو الباروت محليا يتكون من ثلاثة عناصر وهي :
1-لشورة
2- الكبريت
3- فحم الأشخر الجاف
كيفية التحضير :.
تجهز العناصر الثلاثة المذكورة ، ويحضر جدر توضع على النار مع قليل من الماء ، ثم توضع الشورة وتخلط بخلاط من الخشب حتى يجف الماء وتصبح الشورة مثل العجين ، ثم يضاف عليه فحم شجر الأشخر مع الأستمرار في الخلط إلى أن يجف ، ثم يضاف إلى المخلوط مادة الكبريت ، وفي الأخير يرفع الجدر من النار ويصب المخلوط في مطحنة يدوية ( الميقعة ) ويدق بشكل متواصل حتى يصبح ناعما ، بعدها يفرغ في صينية ويترك في الشمس فترة محددة ، وبذلك يكون البارود جاهزاً ، مع العلم بأن الصناع يقومون بإجراء تجربه من خلالها يكتشفون درجات جودة البارود ، وإحدى التجارب تتم بأن يوضع البارود على راحة اليد ويشعل فيه فإن لبق بدون أن يؤثر في اليد فذلك ذو جودة عالية ، وإن لبق ولكن تمت ملاحظته بأنه سوف يحرق اليد فيرمى بسرعة ويوصف بأنه ليس ذو جودة عالية 0
والبارود نوعان : النوع الأول يسمى مربوع وهو خاص بالمدافع والثاني مخموس وهو خاص بالبنادق. ففي المربوع تقسم الشورة إلى أربعة أقسام والقسم الواحد من الشورة يعادله مثله من الفحم ، وكذلك المخموس تقسم الشورة إلى خمسه أقسام فكل قسم من الشورة يعادله مثله من الفحم ، وهذا قانون في صناعة البارود
صناعة القحفية
القَحْفِيَّـة : هي القُبعـة المصنوعة من خوص النخيل ، تصنعها الأمهات لتقي رؤوس أطفالهن من حـرارة الشمس ، ويكثر الأطفال من استخدامها في المناسبات العامة والأعيـاد .وتُصنع القَحْفِيَّة من خوص النخيل بعد تجزئتـه بالسكين إلى شرائح دقيقة " تفسيله "، ثم يُجـدل الخوص في جديلة " سُـفَّة " دقيقة ، وتشبك ليبدو إطارها ملوناً تبـعاً للألوان المستخدمة في صبغ الخوص قبـل جدله ، وتُدفَّـق المرأة ، بل تُبدع ، في صنع الجـزء العلوي من القحفيـة لتبـدو فيه دوائر منقوشـة تُسـمى " سـياسة " .
صناعة الشاشة
الشاشة : هي قارب الصيـد المصنوع من جريد النخـل . ورغم صغر حجم الشاشة إلا أنها قد تحمل أربعـة صيادين في آن معـاً ولتصنيع الشاشة يُنظف جريد النخل من الخوص والشوك والزوائد ، ويُترك حتـى يجف ، ثم يوضع في ماء البحر ليوم كامل ، بعدها يُؤخذ ويُرص جنبـاً إلى جنب ويُمـرّر حبل رغيع داخل العصي ، ويُـشدّ في أماكن متعددة ليحفظ الجريد متراصاً ، ثم تُرّكب جوانب الشاشة وقاعهـا ، ويتم حضوها من الداخل بـ - الكَـرْبْ - ، كما يُستخدم الجريد في تصنيع ظهر الشاشة . وقد تستغرق عملية التصنيع هذه ثلاثة أيـام ، كما تحتـاج إلى شخصين لإتمـامهـا
صناعة اللبن
سقاء اللبن: مصنوع من الجلد ويختلف في الحجم كبير و وسط وصغير ويستعمل السقاء في خض اللبن ويستعمله الحاضرة والبادية وعند الاستعمال يعلق على السباي والسباي مصنوع من ثلاث أخشاب من الجريد وتربط رؤوسه الثلاثة بحبل ويعلق فيها سقاء اللبن للخض.
السباي: يتكون من ثلاث جرايد أو ثلاث خشبات بطول مترين تقريباً وتربط الثلاث من الأطراف العلوية وتتباعد الأطراف السفلية وتجلس المرأة بين طرفين منه لتقوم بعملية خض اللبن. ويستعمل لتعليق اللبن أو القربة.
صناعة الحبل
الحـابول : هو ذلك الحزام الحبلي الذي يلفـه متسلق النخلة حول بـدنه وحـول جذع النخلة ليكون كالعتـلة ، تساعده على تسلق النخلة وتحميه مـن السقوط ويُصنع من ليف النخيل بعد نقعـه في الماء وتجفيفـه ، حيث يُفرك ويُفْتَـل باليدين ليُشكّل حبلاً طويلاً . يُؤخـذ الحبل بطول عشرين باعـاً ويُلَف بالقماش ثم يُطوى من المنتصف ويُفتل الجزءان على بعضهما ليشكلا جديلة يتم شدها أكثر بإدخال عدد من عصي جريد النخل بين فتحات الجديلة ، تُسْحَب الواحدة تلو الأخرى مع شـد طرفي الحبل بعد سحب كل عصا ، ويبقى ما طوله بـاع ونصف الباع من كل طرف دون شد بالعصي ، يُربط الطـرف الأيسر منها بحبل يُسمى "غَبْـط"، ويُربط الأيمن بحبل آخـر يُسمى " الساق "، ثم يُنظف بعـدها مـن الشـوائب